الامتيازعهد جديد

مفتاح الحرية في سجن الحياة: هل يمكن للأمة اللبنانية أن ترى ما وراء اللقمة؟ د. جيلبير المجبر”

مفتاح الحرية في سجن الحياة: هل يمكن للأمة اللبنانية أن ترى ما وراء اللقمة؟
د. جيلبير المجبر”

في قلب الأزمة اللبنانية التي استمرت لسنوات، أصبح الشعب اللبناني محاصرًا بين جدران السجن الاقتصادي والاجتماعي. في الوقت الذي يُعاني فيه من انهيار اقتصادي غير مسبوق، وتدمير للبنية التحتية، وتحكم طبقات سياسية فاسدة بالبلاد، يضيع المواطن في دوامة من الاحتياجات اليومية البسيطة التي أصبحت الهم الأكبر في حياته. اللقمة، التي كانت يومًا ما مجرد رغيف خبز، أصبحت اليوم الكفاح الأكبر من أجل البقاء على قيد الحياة.

ولكن في هذا الواقع القاسي، حيث يلهث المواطن اللبناني وراء قوت يومه، يغيب عن نظره “المفتاح” الذي يحمل الحلول والخلاص: الحرية الحقيقية، التغيير الجذري، الإصلاح السياسي والاقتصادي. هذا “المفتاح” موجود أمامه، ولكنه يبدو بعيدًا ومخفياً خلف زحمة الصراع على الحياة اليومية.

ماذا لو توقفت الأمة اللبنانية للحظة، وأمعنت النظر في هذا المفتاح؟ ماذا لو نفضت عنها غبار اللامبالاة وحطمت القيود التي تلاحقهم في كل زاوية من حياتهم؟ هل يمكن للأمة أن ترى ما وراء اللقمة وتفهم أن الحرية التي تغيب عنها ليست مجرد شعار، بل هي المفتاح الحقيقي لفتح أبواب الخلاص؟ هل يمكن أن تلتفت إلى الفوضى التي تفرضها الأنظمة الفاسدة وتطلب الحلول التي لا تأتي إلا بتغيير جذري في النظام السياسي الذي يعصف بمقدرات البلاد؟

في الوقت الذي يضعف فيه الأمل، يتسائل العديد: هل يمكن للبنان، هذا البلد الذي كان يملك مفاتيح حضارته وإبداعه، أن يستعيد توازنه؟ وهل يستطيع الشعب اللبناني أن يتجاوز هذا السجن الكبير الذي صنعته الأزمات المستمرة، ليرتقي نحو مستقبل أفضل؟

الجواب يكمن في قدرتنا على تجاوز الحالة الراهنة، وفي الإيمان العميق بأن الحرية والتغيير الحقيقيين ليسا مجرد شعارات، بل مفتاحان لفتح أبواب الخلاص من هذا السجن الكبير. التغيير يبدأ أولاً من رؤية الأمور بزاوية جديدة، والاعتراف بأننا قادرون على تغيير هذا الواقع بشجاعة وإصرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى