
قوتك الحقيقية تكمن داخلك: اكتشفها وحقق المستحيل
بقلم: الدكتور جيلبير المجبر
في عالمٍ يتغير بسرعة كبيرة، حيث يُفرض على كل فرد أن يواكب التطور وأن يتجاوز التحديات، يظل الكثيرون في مكانهم لأنهم ببساطة لا يعرفون قوتهم الحقيقية. يعيشون حياتهم في الظل، يظنون أن النجاح بعيد المنال، بينما هم يمتلكون القدرة على تحقيق المستحيل. القوة الحقيقية لا تُستمد من الخارج، بل هي كامنة داخلنا جميعًا، لكن ما لم ندركها ونتحلى بالشجاعة لاكتشافها، لن نتمكن من استخدامها لتحقيق أهدافنا.
أعلم أن الكثيرين يظنون أن الأشخاص الناجحين ولدوا مع قدرات خارقة، وأنهم محظوظون لأنهم لم يواجهوا نفس الصعوبات التي مر بها البعض. لكن الحقيقة تختلف تمامًا. النجاح ليس مجرد صدفة، بل هو نتيجة لاكتشاف القوة الداخلية التي يملكها كل فرد. والإنسان الذي لا يكتشف هذه القوة يظل محاصرًا في دائرة العجز، مترددًا في اتخاذ أي خطوة نحو الأمام.
تخيل، على سبيل المثال، توماس إديسون الذي عُرف بأنه صاحب اختراع المصباح الكهربائي. قد يظن البعض أن عبقريته جاءت في لحظة واحدة، ولكن الحقيقة أنه فشل آلاف المرات قبل أن يحقق هذا الاكتشاف. إديسون لم يعتبر الفشل نهاية، بل كان يشاهد فيه خطوة جديدة نحو النجاح. كان لديه إيمان لا يتزعزع بأن قوة التحدي والصبر ستؤدي في النهاية إلى تحقيق أهدافه. إذا كان قد استسلم في إحدى المرات، لما كانت لدينا الكهرباء اليوم. القوة تكمن في الاستمرار رغم الصعاب.
وإذا نظرنا إلى أوبرا وينفري، لوجدنا أن حياتها لم تكن مفروشة بالورود. فقد نشأت في ظروف صعبة، وواجهت تحديات كبيرة، لكنها لم تسمح لهذه التحديات أن توقفها. على العكس، جعلت منها مصدرًا للإلهام. أوبرا اختارت أن تظل قوية رغم كل شيء، وأصبحت واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم. لقد أدركت قوتها الداخلية، واستثمرتها في بناء إمبراطورية إعلامية ضخمة.
كل شخص يملك قوة كامنة بداخله، ولكن هذه القوة لن تظهر إلا عندما نكتشفها ونتحدى أنفسنا لتفعيلها. الكثير منا ينظر إلى المستقبل بتردد، معتقدين أن العقبات التي أمامهم أكبر من أن يتجاوزوها. ولكن الحقيقة أن الطريق إلى التغيير يبدأ من داخلنا. لا شيء مستحيل إذا قررنا أن نؤمن بأننا قادرون على التغلب على كل ما يقف في طريقنا.
لنأخذ هيلين كيلر كمثال آخر. امرأة فقدت حاستي السمع والبصر منذ ولادتها، ومع ذلك، نجحت في تحقيق نجاحات غير مسبوقة. لم تكن حياتها سهلة، ولكنها أدركت قوتها الداخلية وقررت أن تواجه التحديات بلا خوف. الهزيمة ليست خيارًا بالنسبة لها، وهي بذلك قدمت للعالم درسًا عظيمًا في الإصرار والعزيمة.
إن اكتشاف قوتنا الداخلية يتطلب منا الشجاعة. شجاعة أن نواجه مخاوفنا، شجاعة أن نكون صادقين مع أنفسنا. الإيمان بأننا نستحق الأفضل هو أول خطوة نحو تغيير حياتنا. لا تدع الخوف يحدد مصيرك، ولا تجعل الظروف المحيطة بك تكون المبرر الوحيد للركود. كل يوم هو فرصة جديدة لاكتشاف إمكانياتك التي لم تكتشفها بعد.
النجاح لا يتحقق من خلال الظروف التي نولد فيها أو الحظ الذي نمتلكه. النجاح هو نتاج من إيماننا بأننا قادرون على التغيير، وأن القوة الحقيقية تكمن في داخلنا. إذا كنت ترغب في النجاح، فابدأ الآن بالبحث عن قوتك الحقيقية. ابحث عن شجاعتك، عن عزيمتك، عن إصرارك. هذه هي الأسلحة الحقيقية التي ستساعدك على مواجهة كل ما يعيق طريقك.
أنا، الدكتور جيلبير المجبر، أؤمن أن لديك كل ما تحتاجه لتحقيق أحلامك. فقط اعترف بقوتك الداخلية، وكن شجاعًا بما يكفي لتفعيلها. لا تنتظر الفرص، بل اصنعها. لا تنتظر أن يأتي التغيير، بل كن أنت التغيير. المستقبل ينتظرك، ولبناءه، يجب أن تبدأ من الآن.