رسالة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك

رسالة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
باسمي وباسم مؤسسة الدكتور جيلبير المجبر الاجتماعية، أتوجه إلى لبنان الجريح، شعبه الصامد، وإلى إخوتنا المسلمين في العالم أجمع، بأحرّ التهاني القلبية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الذي يحمل بين طياته معاني الصبر والثبات والتضحية، ويذكّرنا بأن الظلام مهما اشتد، لا بد أن ينجلي بنور الإيمان والعزيمة.
إلى لبنان وشعبه العظيم،
رمضان يحلّ علينا هذا العام وبلدنا الحبيب ينزف تحت وطأة الفساد، والفقر، والانهيار. وطن كان منارةً للعلم والثقافة والإبداع، أصبح اليوم رهينة تجار الأزمات وأصحاب المصالح الضيقة. لكننا، رغم كل هذا، لم ولن نستسلم. لبنان ليس حفنة من سياسيين عبثوا بمقدّراته، بل هو شعبٌ جبار، ينهض من تحت الرماد، يتمسك بالحياة رغم كل شيء، ويؤمن بوطنه مهما حاولوا طمسه وتشويهه.
إن هذا الشهر الفضيل ليس فقط مناسبةً للصيام والصلاة، بل هو دعوة لليقظة، للنهوض من تحت الركام، للتمسك بالأمل والعمل من أجل غدٍ أفضل. لن نقبل بأن يكون رمضان مجرد استراحة في معركة البقاء، بل محطةً للانطلاق، للثورة على الظلم، لاستعادة لبنان الحقيقي، لبنان العدالة والكرامة والسيادة.
إلى إخوتنا المسلمين في العالم،
رمضان هو رسالة سلام وعدل ومحبة، لكن أين نحن من هذه القيم؟ العالم الإسلامي غارق في النزاعات، في الفقر، في الظلم الذي يصنعه بعض أبنائه قبل أعدائه. آن الأوان أن نفهم أن لا نهضة بدون وحدة، ولا كرامة بدون عدالة، ولا مستقبل بدون أن نحمل مسؤولية تغيير واقعنا بأيدينا.
باسمي وباسم مؤسسة الدكتور جيلبير المجبر الاجتماعية، أقول لكم: لا تتركوا رمضان يمرّ كعادته، بل اجعلوه نقطة تحول. اجعلوه بداية الصحوة، بداية النهوض من غبار الخيبات، بداية التمرد على الواقع الذي فرض علينا. كفى انتظارًا، كفى صمتًا، كفى خضوعًا. هذا الشهر هو شهر القوة، فكونوا أقوياء، متحدين، مؤمنين بأن الغد لنا إن صنعناه بأيدينا.
رمضان كريم، وكل عام وأنتم أقوى، أحرار، وثابتون على درب الحق.
الدكتور جيلبير المجبر
رئيس مؤسسة الدكتور جيلبير المجبر الاجتماعية