ثلاثة وجوه للحقيقة: بين روايتك وروايتهم، أين تكمن الحقيقة؟ بقلم الدكتور جيلبير المجبر

ثلاثة وجوه للحقيقة: بين روايتك وروايتهم، أين تكمن الحقيقة؟
بقلم الدكتور جيلبير المجبر
في عالمنا المعاصر، أصبحنا نعيش في بحرٍ عميق من القصص والروايات المتناقضة. كل منا يحمل في قلبه روايةً خاصة، ويعتقد أن تلك هي الحقيقة الوحيدة. لكن الحقيقة، كما يقال، ليست كما تظهر دائمًا، ولا ينبغي لنا أن نصدق كل ما نسمعه من أول وهلة. في واقعنا اليومي، نجد أن القصة دائمًا لها ثلاثة جوانب: جانبك، جانبهم، والحقيقة.
1. روايتك: كيف ترى الأمور؟
كل واحد منا ينظر إلى العالم من زاوية خاصة، زاوية شكلتها تجربته الشخصية، معتقداته، ووجهات نظره. في أي موقف يحدث، من الطبيعي أن نصدق أن رؤيتنا للأمور هي الأكثر صحة. نحن بطبيعتنا نتبع أحاسيسنا ومشاعرنا، ونميل إلى تفسير الأحداث من خلال عدسة معتقداتنا الذاتية. هذه الرواية هي انعكاس لشخصنا، ونظرنا إلى الحقيقة من خلال مرشح الذات.
2. رواية الآخر: كيف يرون الأمور؟
لكل شخص آخر وجهة نظر مختلفة، مبنية على خلفيته ومرحلته الحياتية. ما نراه خطأ قد يراه الآخرون صوابًا، وما نعتبره ظلمًا قد يعتبره البعض تصرفًا عادلاً. الاختلاف في الإدراك والتفسير أمر طبيعي، والاختلافات في القصص هي نتيجة طبيعية للاختلاف في التجارب الإنسانية. لذلك، من الضروري أن نفهم أن رواية الآخر قد تكون صادقة أيضًا في سياق نظرته الخاصة.
3. الحقيقة: حيث يلتقي الجميع
في النهاية، هناك شيء واحد يجب أن نعرفه جيدًا: الحقيقة ليست دائمًا كما نرويها، بل هي مزيج من كل هذه الروايات. قد تكون الحقائق في مكانٍ ما بين ما نراه وما يراه الآخرون. الحقيقة غالبًا ما تكون مختفية وراء الأهواء والمشاعر الشخصية، وعندما نتمكن من الجمع بين كل هذه الجوانب والتأمل في جميع الروايات، يمكننا الاقتراب من الحقيقة الفعلية.
إن البحث عن الحقيقة يتطلب منا أن نكون منفتحين على جميع الأطراف، وألا نكتفي بما نراه بأعيننا فقط. علينا أن نتعلم كيف نسمع، كيف نفهم، وكيف نضع أنفسنا في مكان الآخر. وعندما نصل إلى هذه النقطة من الوعي، سنكتشف أن الحقيقة، في العديد من الأحيان، هي أكثر تعقيدًا من أن تكون مجرد رواية واحدة.
في النهاية، من خلال هذه الجوانب الثلاثة، نجد أننا أكثر قدرة على الفهم والتفاهم، وأكثر استعدادًا للوصول إلى رؤية أعمق لما يحدث حولنا.