قبل الإستحقاق الرئاسي قررت أسرت التحرير التواصل مع المغترب اللبناني الدكتور جيلبير المجبر لنقف على رأيه في الإستحقاق الرئاسي وبعض القضايا الوطنية التي تشغل بال كل اللبنانيين ، وهذا اللقاء الهاتفي جرى في جو إيجابي مسؤول ووطني حيث أجاب الدكتور مجبر على أسئلتنا برحابة صدر وشمولية فكرية سياسية لها البعد الوطني الصرف .
حاورته أمل الهاشم
بالنسبة للإستحقاق الرئاسي نهار الخميس المقبل هل تعتقد أن الجلسة ستفسر عن إنتخاب رئيس أو سنبقى في دوامة الإنتظار؟
أولا كل الشكر والإحترام لموقعكم الكريم ولكِ سيدتي ، ثانيا بالإشارة لما تفضلتِ به ككل اللبنانيين كلي أمل وثقة أن يكون لنا رئيس للجمهورية وهذه الثقة تنبع من أننا ننتمي لنظام سياسي ديمقراطي يحترم القواعد الدستورية وتواريخ الإستحقاقات وغيرها من الإستحقاقات . أما فيما خص نهار الخميس نأمل خيرا ، ولكن هذا الخير يشوبه العديد من الأسئلة أولا لناحية السؤال الأول ” طبيعة المجلس النيابي الذي أتى من خلال قانون إنتخابي زوّر الديمقراطية وبالتالي إنّ وجود هؤلاء النواب في المجلس النيابي مشكوك بشرعيتهم التمثيلية وعمليا هم لا يمثلون طموحات الشعب اللبناني ولا يتصرفون بقناعات صرف وطنية بل تصرفاتهم أغلب ما تكون كيدية وتعسفية وإنتقائية ودائما تكون برسم الخارج الذي يأمرهم بالتصرف كما تسمح مصلحته . ثانيا بالإشارة إلى جلسة الخميس وتمّ إنتخاب رئيس جديد للجمهورية ، فسيكون حتما أداة في يد هذا المجلس لأنّ الدستور اللبناني يُلزمه بإستشارات نيابية مُلزمة مع هذه الكتل الفاقدة للحس الوطني وللشرعية التمثيلية وللأداء الوطني الصرف ، وعمليا سيكون الرئيس المنتخب أمام تكتلات نيابية ستُملي عليه رئيسا للحكومة يعملْ لصالحها ولصالح الخارج وهذا يعني أننا سنبقى في دوّامة الفوضى والحرب والدمار والإقتصاد المنهار وسنكون أمام كارثة سياسية – أمنية – إقتصادية – إجتماعية لا تحمد عقباها … أنّ ما سيحصل ستتحمل تبعاته أولاً هذه السلطة السياسية القائمة التي تدّعي حرصها على الدستور وعلى الدولة ،ثانيا أنّ السلطات الكنسية ستتحمل تبعات فشلها لأنها تهاونت في موضوع الإستحقاق الرئاسي وفشلت في مقاربته موضوعيا بما يتلائم ومصلحة لبنان ومؤسساته الشرعية المدنية والعسكرية وبما يتلائم وجمهورها . ثالثا هناك مسوؤلية على القوى العربية والدولية التي لم تقارب هذا الموضوع إلاّ من زاوية المصالح الخاصة وأقصد هنا اللجنة الخماسية التي إدعت حرصها على إيصال رئيس ينهي الأزمات القائمة .
بصريح العبارة إن حصلتْ الإنتخابات سنكون أمام ست سنوات عجاف إستنادًا لواقع الكتل النيابية التي لا تحترم الأصول البرلمانية الديمقراطية والتي تتعاطى مع الأزمات بهامشية ومصالح خاصة ، وإن لم تحصل الإنتخابات في التاريخ المشار إليه فنحن سنكون أمام مزيد من الكوارث والمشاكل وفي طليعتها مشاكل : أمنية – سياسية – إقتصادية – إجتماعية ، إنني أطلب من الله أن يعطينا نعمة الصبر والمحبة لكي نستطيع وحلفائنا السير بخط سياسي سيادي ينقذ البلاد .
كنتم أعلنتم ترشحكم لرئاسة الجمهورية ، هل أنتم مستمرون ؟
نعم أعلنت ترشحي لرئاسة الجمهورية من ضمن برنامج رئاسي مكتوب توافقت عليه مع المرجعيات اللبنانية التي تستوفي الشروط الدستورية وتوافقنا على كتابة المشروع ووزعناه في لبنان عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ، إضافة إلى أننا أرسلنا نسخا عنه إلى السادة نواب الأمة ، وللصدفة لم يراجعنا إلا عدد وفير منهم ربما لأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية وبأحقية أي مواطن أن يتعاطى الشأن العام ، هذا في الشكل واللياقة ، أما لناحية المضمون كانت هناك محاولات تركزت على لقاءات عُقِدتْ بين مكاتبنا وحلفائنا لشرح خطوة الترشح مع رؤساء أحزاب ، لا أخفي سرا كان هناك تململا من قبل هؤلاء رؤساء الأحزاب لأنهم إعتبروا أنفسهم هم الأولى في مقاربة الإستحقاق الرئاسي ولا يحق لأي كان أن يتعاطى في أمر الإستحقاق الرئاسي . هذا من الناحية رجال السياسة أما لناحية رجال دين فحدثي ولا حرج سيدتي فجميعهم ضائعون خائفون لا يتجرأون على مقاربة الموضوع بصدق ومحبة وأغلب الذين زراهم حلفائي “تخرسنوا ” عندما فاتحناهم بالموضوع والأمر الأشد أسفا جميعها أجمعوا “نحن لا ندعم أحدا” ، علما أن لقاءاتنا لم تكن لطلب الدعم بل لشرح البرنامج الرئاسي بكل تفاصيله …. أما في حالة الإستمرار نعم أنا مستمر في حال لم تجرَ الإنتخابات نهار الخميس القادم ، لا بل مصر أنا وفريق عملي على الترشح علنا نصل إلى إسترجاع الجمهورية من خاطفيها إعادة بناء ما تهدم .
- في حال حصلتْ الإنتخابات وأصبح لنا رئيس للجمهورية ماذا تطلبون من الرئيس العتيد ؟
أولا أتمنى أن تحصل وسنكون وفريق عملنا أول المهنئين لصاحب الفخامة بعد طول إنتظار ، ثانيًا سنحول برنامجنا الرئاسي لصاحب الفخامة وسنضع كل إمكانياتنا في تصرفه ، هذا إذا سمحت الظروف ولكن أشك في أن يكون الرئيس العتيد متحررا نظرا لما أسلفته . أما لناحية ما أطلبه من صاحب الفخامة فهي سلسلة مطالب تهم الشعب اللبناني ومنها على سبيل المثال لا الحصر تتمحور حول :
إنهاء سلطة الوصاية السياسية الغير شرعية القائمة خلافا للنظام الديمقراطي .
إستعادة السيادة الوطنية والإستقلال التام والناجز والقرار الحر .
بسط سلطة الدولة على كامل تراب الوطن تطبيقا لقانون الدفاع الوطني .
حل ميليشيا حزب الله بالتنسيق مع جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة ( تحت إشراف أممي ) .
في موضوع العلاقات الخارجية : التنسيق مع جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة لإصدار قرار أممي يمنع الجمهورية الإسلامية الإيرانية من التدخل في شؤون لبنان الداخلية .
إستكمال إنسحاب قوات العدو الإسرائيلي من الأراضي التي إحتلتها مؤخرا ووضع قوات الأمم المتحدة على الحدود بين الدولتين ونشر الجيش اللبناني ومنع أي إعتداء على كلا سيادة البلدين ، إنفاذا لإتفاقية الهدنة .
ترسيم الحدود مع الجمهورية العربية السورية ومنع أي تدخل في شؤون كلا البلدين .
درس وإقرار قانون للإنتخابات النيابية تجرى على أساسه الإنتخابات ليصبح لنا مجلس نيابي متحرر من الهيمنة والتطاول على الديمقراطية .
لا أعتقد أنها مطالب عصية في حال كانت إرادة الرئيس حرة ، على كل حال هذه مطالبنا ولن نتخلى عنها وسنعمل على تطبيقها إن كنا في السلطة أو خارجها .
هل ترفضون أي تدخل خارجي في شؤون لبنان ؟
في علم السياسة هناك قوانين ومعاهدات يجب أن ترعى أصول العلاقات بين الدول ، ومن الطبيعي أننا لا نحبذ أي علاقة ثنائية بين مكون لبناني وسفارة معينة ، وهذا الأمر يتناقض وقانون الأحزاب والجمعيات أيضا وهو يخالف طبعا أحكام الدستور ، كما أننا نرفض ربط مصير لبنان بمصير أزمة الشعب الفلسطيني ، وهذا لا يعني أننا ضد جهود السلطة الفلسطينية الشرعية في ممارسة مهامها الشرعية في ما خص موضوع أحقية الشعب الفلسيطيني في أرضه إستنادا للقرارات الدولية التي ترعى هذه الدولة أي قيام دولة فلسطين . ولن نقبل بأي تعكير للعلاقات العربية والدولية فيما خص سياسة لبنان الخارجية مخطىء من يعتقد أن بإستطاعته فصل لبنان عن محيطه أو جعل الأراضي اللبنانية مقرا للحروب ضد الدول العربية أو الأجنبية ، نحن نريد أن نعيش بسلام وطمأنية … كما أننا نرفض أي مشروع طائفي مذهبي وتحويل الشعب اللبناني إلى أقلية .
إننا اليوم أمام لحظات مصيرية إما أن نكون موحدين على طريقة قسم الشهيد جبران تويني ولن نقبل أن يكون لبنان ساحة عنف مجاني لدولة إقليمية تسعى لضرب علاقة لبنان بالأسرتين العربية والدولية عبر ميليشيا تغذيها بالمال والسلاح ونرفض أن يكون هناك منظومة سياسية من الدولة الإيرانية تعتبر أن مستقبل لبنان لا يزال يتطلب المزيد من الدمار ومزيدا من الدماء والعذابات ..
نحن نريد لبنان بلدا طيبا حرا مستقلا تحميه قواه الشرعية فقط يطيب العيش فيه وجمهورية قادرة على النهوض بمسؤولياتها … من هذه المنطلقات نحن نعمل سويا كفريق عمل وطني صرف مسيحيين ومٌسلمين فنحن مسؤولون أمام شعبنا وأمام الله والدولة السيدة .
شكرا .