المجلة

نحــــــــــــو جمهورية متقدّمة بين الأمم

نحــــــــــــو جمهورية متقدّمة بين الأمم
بدأت عملية إستعادة الجمهورية لهيبتها مع إنتخاب العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة القاضي نوّاف سلام وهذين التطورين أحدثا أملا في قلوب اللبنانيين والعالمين العربي والدولي . كما يجب التذكير بتطورات متصلة بإعادة هيكلة المؤسسات الشرعية المدنية والعسكرية وهي على ما يبدو تدخل خيِّز التنفيذ وهناك جدل مع بعض مكوّنات الحياة السياسية اللبنانية الذين إنتهت بهم الأمور إلى التكيّف مع الأمر الواقع المستجد وطبقا للنصوص الدستورية . كثيرون يطلبون منّا كمؤسسة وكمكاتب موجودة في عالم الإنتشار وخصوصا في لبنان المشاركة في صوغ أفكار بنّاءة لإعادة هيكلية الدولة وكي ترتقي إلى مصاف الأمم المتحررة والمحترمة . تواعدت مع نفسي ومكاتب الإنتشار وتحديدا مكتب بيروت أن نجري سلسلة دراسات مع مجموعة من المفكرين والأكاديميين ومسؤولين خدموا في الدولة سواء أكانت خدمتهم مدنية أو عسكرية .
إنّ هدف دراساتنا وندواتنا المتلاحقة في مواضيعها وأبحاثها تصب جميعها في صميم المشاركة الوطنية الصرفة القائمة على العدل والديمقراطية والسيادة التامة والناجزة وعلى تطبيق مندرجات الدستور ومعالجة بعض ثغراته . هدفنا من خلال العمل الديمقراطي أولاً تبديل الوجوه السياسية وثانيا إستحداث أحزاب ومرجعيات جديدة ونبذ شعارات الفتن التي عصفت بالوطن وبالشعب المقيم وبالإغتراب ، وسنُحاول ترسيخ الديمقراطية السياسية في مسيرة الدولة التي يقودها العماد جوزاف عون والحكومة مجتمعة. في هذه المناسبة نعلن رفضنا لأي تفاعلات يُراد منها إطارا طائفيا مذهبيا ، لا بل سنسعى إلى اللحمة اللبنانية اللبنانية .
من خلال الندوات والإجتماعات والزيارات لعواصم القرار وحتى من خلال الكتابات الموّثقة في وسائل الإعلام التي تحمل في طابعها نهجا توعوي لا “مجرد صف كلام “، على ما يفعله ساسة الأمر الواقع . وعملنا يرتكز على إبراز كل الأفكار التي تصلنا تباعا وهي كناية عن مجموعات فكرية سياسية مشتركة تنبع عن قناعة شعبنا وفي مضمونها تحمل صيغة لبنانية وطنية حضارية لجمهوريتنا اللبنانية كإطار وطني تنمو في طياته مسيرة إعادة بناء الجمهورية على أسس وطنية متينة .
من أجل جمهورية ديمقراطية سليمة نحن بأمّسْ الحاجة إلى توظيف مخزون شبابنا المتعلم النابغة كقيمة وطنية ثقافية حضارية أي فوق تطلعات المنتمين إلى مجال السياسة اليوم والذين يُمارسونها بلغة العار والعمالة … هذا المفهوم الذي يفتقده أداء ساسة الأمر الواقع والهيكلي للجمهورية يُبطل أي دور للشباب ولدورهم الريادي في المجتمع اللبناني حين يغيب الأساس العلمي الأخلاقي الوطني الديني عن جوهر الإنتماء للوطن .
من خلال اللقاءات التي تُجرى في باريس وفي لبنان وفي بعض الجامعات المهتمّة بمصير لبنان لا يقتصر الموضوع على مفهوم عمل ديمقراطي في مسار الدولة في أبحاثنا ونشاطاتنا بل يتعلق بالأداء الإداري الذي يعاني منه الشعب اللبناني كلما قصد دائرة رسمية . هدفنا الإصلاح الإداري وهو في مقدمة كل أعمالنا في الإغتراب أو في الداخل اللبناني ، ووفق وجهة نظرنا وبعد إجراء العديد من الدراسات إنّ الإصلاح الإداري يحتاج إلى وعي أساسي لبُنية الدولة الثقافية ، لذلك كانتْ الدراسة التي تفضًل بنية إدارية ممسكة بالتنمية الشبابية البعيدة عن الطائفية والمذهبية الزبائنية والعمالة والمصالح الخاصة .
ما سنفعله في هذه المرحلة جد مهم وهو تسليط الأضواء على مصطلحات ومعايير لا دور لها في البُنية السياسية اللبنانية لنكشف عبر البحث والحوار مصطلحات ومعايير جديدة تنطلق من مصداقية وطنية لبنانية تجاه القيم السياسية العليا دونما الغرق في نماذج حلول وضعت في المراحل السابقة منها منطق الدويلة مكان منطق الدولة القوية السيدة على كامل ترابها الوطني، إن ما كان معتمدا في السابق من هياكل سياسية بديلة عن الدولة هو تعبير عن الرغبة في الهروب من المشاكل ، ونحن أكثر حرصا في هذه المرحلة على مواجهتها لأننا صممنا على بناء جمهورية متقدمة بين الأمم .

الدكتور جيلبير المجبِّرْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى