المجلة

الاحتفال بالنساء: التزام يومي، ليس فقط في 8 مارس تحية خاصة لوالدتي ولكل النساء اللواتي يُلهمننا الدكتور جيلبير المجبر

الاحتفال بالنساء: التزام يومي، ليس فقط في 8 مارس
تحية خاصة لوالدتي ولكل النساء اللواتي يُلهمننا
الدكتور جيلبير المجبر
يُعدّ 8 مارس، اليوم العالمي لحقوق النساء، لحظة للاعتراف والاحتفال والتأمل. كل عام، نتوقف لحظة لتكريم إنجازات النساء في السياسة والاقتصاد والثقافة والعلوم والفنون. لكن ما أريد التأكيد عليه هنا هو أن هذا اليوم لا يجب أن يكون اليوم الوحيد الذي نحتفل فيه بالنساء. يجب تكريمهُنّ كل يوم، لما هنّ عليه، وما يُنجِزنه، وللقوة التي يُظهرنها رغم الصعوبات.

اليوم، في 8 مارس، قلبي مليء بتحية خاصة. هذه التحية موجهة إلى تلك التي منحتني الحياة، والدتي، التي لم تعد بيننا. والدتي التي جسدت تلك القوة الهادئة لكن الثابتة، تلك الصمود الصامت لكن المDetermined. لقد علمتني أن الحب، والمثابرة، والشجاعة ليس لها حدود. أحملها في داخلي كل يوم، ومن خلال التفكير فيها أجد القوة للحديث عن أهمية تكريم النساء. سواء كنتِ هنا أم لا، يا أمي، سأستمر في الاحتفال بما علمتني إياه. أنتِ من علمتني أن أرى الكرامة، العظمة، والقوة في كل امرأة.

تقدير يومي

النساء، بعيدًا عن هذا اليوم 8 مارس، هنّ الأسس غير المرئية لمجتمعنا. سواء في المنزل أو في مكان العمل، في الشارع أو في السياسة، هنّ موجودات. هنّ في كل مكان، ومع ذلك، يتم تجاهلهُنّ، أو التقليل من قيمتهن، أو تركهنّ جانبًا. إنّ إسهاماتهن، وكفاحهن اليومي من أجل كرامتهن وأمنهن وحقوقهن، تستحق أكثر من مجرد تصفيق عابر. هنّ يستحققن أفعالًا ملموسة، تدابير حقيقية لضمان المساواة، الاستقلالية، والنمو الشخصي.

8 مارس: دعوة للعمل

أريد أن أؤكد أن 8 مارس ليس فقط يومًا لتقديم الزهور أو قول كلمات لطيفة. يجب أن يكون هذا اليوم دعوة للعمل. إنه يوم للتذكير بأن النساء في كل أنحاء العالم ما زلن يقاتلن من أجل المساواة. في لبنان، كما في أماكن أخرى، تواجه العديد من النساء التمييز، والعنف، والظروف غير المتكافئة في العمل، والعقبات في حياتهن الشخصية. وهذا غير مقبول. يجب علينا أن نتكاتف معًا، رجالًا ونساءً، لكي تعيش النساء في مجتمع يُحترم فيه رأيهن، وتُصان فيه حقوقهن.

لبنان، إنّ واجبك هو احترام المساواة بين الجنسين. ليس هذا منحة، بل هو حق أساسي. لبنان، الذي هو مهد للعديد من القصص التي تحكي عن الشجاعة والحرية، يجب أن يكون نموذجًا لاحترام النساء. إنّ النضال من أجل المساواة بين الجنسين لا يجب أن يكون قضية مقتصرة على النساء فقط. إنها مسؤوليتنا جميعًا دعم هذا النضال. التغيير لن يحدث إلا إذا قررنا جميعًا أن النساء في لبنان وفي كل مكان يستحقن نفس الحقوق والكرامة مثل الرجال. يجب أن تتمكن كل امرأة من الحلم، والعمل، والعيش بدون الحاجة إلى النضال من أجل حقوقها التي هي حق طبيعي لها.

التزام يتجاوز الكلمات

لا يجب أن يقتصر الاحتفال بالنساء على يوم واحد في السنة. إنه قضية يجب أن تتحرك فينا كل يوم. إنه التزام قوي ودائم لكي تتمكن جميع النساء، في العالم وخاصة في لبنان، من العيش في مجتمع لا يتم تقليصهن فيه إلى صور نمطية أو أدوار مسبقة. التغيير الحقيقي لن يتم بمجرد قول الكلمات، بل من خلال العمل: عبر القوانين، والقرارات السياسية، والالتزامات الشخصية والجماعية.

الاحتفال اليومي

الحقيقة أن التكريم الحقيقي للنساء لا يكمن في الخطابات الفارغة، ولا في الرموز الشكلية. التكريم الحقيقي للمرأة يكمن في العمل اليومي لضمان المساواة والأمان والنمو الشخصي. النساء يستحقن أن يُعترف بهن ليس فقط من خلال ما يحققن، بل أيضًا من خلال من هنّ. هنّ بشر مليئات بالموارد، والموهبة، والرحمة، والقدرة.

في الختام: حياة من الاحترام والعمل

أود في هذا اليوم، ليس فقط تكريم النساء، بل أيضًا تذكيرنا بأن كل يوم هو فرصة لتطوير هذه القضية. احترام النساء، ومساواتهن، يجب أن يكون أمرًا ضروريًا، وليس خيارًا. يجب أن تلهمنا نضالات أمهاتنا، وأخواتنا، وبناتنا، وصديقاتنا للاستمرار في هذا الكفاح دون توقف. ويبدأ هذا اليوم، هنا، في أفعالنا وقراراتنا. يجب أن نمنح النساء الحرية لتكون هنّ أنفسهن، ليحلمْنَ ويعشنَ بحرية، دون عوائق أو قيود.

اليوم، تكريمًا لوالدتي ولكل النساء، أعد أنني سأستمر في النضال من أجل عالم أكثر عدالة، عالم يتم فيه الحفاظ على كرامة كل امرأة. وأدعوكم للقيام بذلك أيضًا. لأن المرأة الحرة والمساوية هي مجتمع أقوى، وأعدل، وأكثر إنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى