المجلة

استمع إلى قلبك: لا تبقَ حيث لا تنتمي بقلم الدكتور جيلبير المجبر

استمع إلى قلبك: لا تبقَ حيث لا تنتمي
بقلم الدكتور جيلبير المجبر

في عالم يتسارع فيه كل شيء، وتتداخل فيه الأصوات، يُصبح من السهل على الإنسان أن ينسى نفسه ويضل الطريق. قد يتبع الكثير منا مسارات اجتماعية أو مهنية أو حتى علاقات قد لا تكون مناسبة لهم، فقط لأنهم يشعرون بالضغط أو يظنون أن الاستمرار هو الحل. لكن، في وسط هذه الفوضى، هنالك صوت داخلي، خافت لكنه حكيم، ينبهنا إلى ما هو صواب وما هو خطأ.

الحدس: صوت القلب الذي لا يخطئ
منذ الأزل، نُقِلَت لنا تجارب البشر السابقة في شكل حكم وأمثال تقول لنا: “استمع إلى قلبك”. قد يظن البعض أن هذه الكلمات هي مجرد توجيه عاطفي، لكن الحقيقة هي أن القلب هنا لا يعني العاطفة فحسب، بل هو الرؤية الأعمق التي تَستنبط من تجاربنا الحياتية. إذا شعرت في داخلك بشيء غير مريح، فلا تهمله. القلوب لا تكذب، وتستطيع أن تكشف لنا المسارات الخفية التي لا تُرى بالعين المجردة.

متى نعرف أن الوقت قد حان للتغيير؟
السؤال الذي يجب أن يطرحه كل شاب على نفسه هو: “هل هذا المكان، هذه العلاقة، أو هذا العمل يجعلني أشعر بالسلام الداخلي؟” إذا كانت الإجابة لا، فاعلم أن الوقت قد حان للتغيير. ليس من المفيد أبدًا الاستمرار في بيئة أو علاقة تقتلع منك الأمان الداخلي. عندما تصبح حياتك في حالة صراع داخلي مستمر، فهذا ليس فقط مرهقًا، بل يمكن أن يؤدي إلى فقدان الهوية وفقدان الاتجاه في الحياة.

الإيمان بحدسك لا يعني الهروب من المشاكل
الاستماع إلى قلبك لا يعني الهروب من المسؤوليات أو التحديات. بل يعني أن تعي تمامًا ما هو الأفضل لك في سياقك الشخصي. المشاكل موجودة في كل مكان، لكن إذا كان المكان الذي تتواجد فيه يتسبب في تضييق روحك ويقلل من قدرتك على النمو، عندها يجب أن تكون لديك الشجاعة لتغيير الاتجاه.

التغيير يبدأ بخطوة شجاعة
التغيير ليس سهلًا، لكنه ضروري. قد يكون التمسك بما هو مألوف أكثر راحة، لكن السكون يعني الانغلاق على نفسك وتوقفك عن النمو. التغيير يتطلب منك أن تكون صادقًا مع نفسك، وأن تستمع لاحتياجاتك الداخلية، وأن تتبع ما يريح قلبك حتى لو كان ذلك يعني مغادرة أماكن قد تكون قد اعتدت عليها.

خلاصة القول:
أيها الشباب، في عالم سريع الحركة، قد نجد أنفسنا ضائعين بين الخيارات والتوقعات الخارجية. لكن تذكروا دائمًا أن الحياة ليست سباقًا نحو تحقيق الأهداف الاجتماعية أو المهنية فحسب، بل هي رحلة نحو السلام الداخلي والتوازن. لا تبقوا حيث لا تشعرون بالانتماء، ولا تتجاهلوا التحذيرات التي يرسلها قلبكم. الحياة أقصر من أن تضيع في مكان أو مع أشخاص لا يمنحونكم الأمان الداخلي. امنحوا أنفسكم فرصة للاستماع إلى قلبكم، ولا تخافوا من التغيير. فأنتم تستحقون أن تكونوا حيث تشعرون بالسلام والأمان الحقيقي.

بقلم الدكتور جيلبير المجبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى