المجلة

غبطة البطريرك الراعي بين الدور الروحي والوطني… ومحبة صادقة تفرض علينا التساؤل

غبطة البطريرك الراعي بين الدور الروحي والوطني… ومحبة صادقة تفرض علينا التساؤل

بيان صادر عن الدكتور جيلبير المجبر

بقلق بالغ تابعنا نبأ الوعكة الصحية التي ألمّت بغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ونتضرّع إلى الله أن يمنّ عليه بالشفاء العاجل، ليبقى هذا الصرح الروحي منارة للبنان واللبنانيين في هذه الأوقات العصيبة. إن محبّتنا لغبطته ليست موضع شك، بل هي راسخة في وجداننا، تمامًا كما إيماننا العميق بدور البطريركية المارونية في الدفاع عن قضايا الوطن والإنسان، بعيدًا عن أي حسابات ضيّقة أو مصالح آنية.

من هذا المنطلق، طرحنا سؤالًا مشروعًا حول زيارة غبطته إلى هنغاريا، وما إذا كانت تأتي في سياق نصرة مسيحيي الشرق أم تحمل أبعادًا أخرى، لا سيّما أن الوفد المرافق له ضمّ شخصيات من الأثرياء والمسؤولين. هذا التساؤل لم يكن يومًا انتقاصًا من مكانته، بل تعبيرًا عن حرصنا على دوره، لأن المرجعيات الروحية تبقى مسؤوليتها التاريخية مضاعفة، وتحتاج دائمًا إلى الوضوح والشفافية، حفاظًا على رسالتها السامية.

نحن مع البطريرك الراعي قلبًا وقالبًا، ومع كل كلمة حق يقولها، ومع كل موقف يعبّر فيه عن معاناة شعبنا. وحين ننتقد، فإننا نفعل ذلك بمحبة خالصة، لا من باب الهجوم، بل من باب الإيمان بأن النقد البنّاء هو السبيل الوحيد للحفاظ على قدسية الأدوار الكبيرة. فالبطريركية المارونية لم تكن يومًا إلا صوت الحق، ونتمنّى أن تبقى دائمًا الحصن الحصين في وجه كل محاولات التلاعب بمصير لبنان.

كل الدعاء له بالصحة والعافية، ليبقى حاضرًا في وجدان اللبنانيين، وليستمر صوته في حمل قضية الوطن فوق كل الاعتبارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى