المجلة

“لا تتخلَّ عنهم… كما لم يتخلَّوا عنك يومًا” الدكتور جيلبير المجبر

“لا تتخلَّ عنهم… كما لم يتخلَّوا عنك يومًا”
الدكتور جيلبير المجبر
“كم مرة كنت ضعيفًا، فسندوك؟ كم مرة تعثرت، فرفعوك؟ كم مرة ظننت أن العالم قد تخلى عنك، لكنك وجدتهم هناك، بنفس الحب، بنفس الإخلاص، بنفس اليد التي لم تهتز يومًا رغم كل عثراتك؟”

الحياة، تلك الدوامة التي تأخذنا من مكان إلى آخر، تشغلنا بالهموم، وتُبعِدنا عن الأشياء التي تستحق أن نركز عليها أكثر. ومع كل مرحلة جديدة، نعتقد أننا نمتلك السيطرة على الأمور، لكننا ننسى أن أهم ما يجب الحفاظ عليه هو العلاقات التي لم تَخذلنا.

الأهل، الذين كانوا السند الأول، أول من حمل همّك قبل أن تدرك معنى الهم. أول من بكى لأجلك قبل أن تعرف معنى الدموع. أول من وقف بجانبك عندما كنت في أسوأ حالاتك، ولم يتخلوا عنك. تعبوا، ضحّوا، منحوا بلا حساب، ولم يطلبوا منك شيئًا في المقابل سوى أن تبقى معهم. ومع ذلك، كم مرة شغلتك الدنيا عنهم؟ كم مرة أخّرت مكالمة أو تجاهلت زيارة، أو حتى لم تلاحظ أن نظرة انتظار كانت تطوف في عيونهم؟
لا تجعل الحياة التي سرقت منك لحظات عديدة تجعلك تفرط في أغلى شيء تمتلكه.

وأصدقاؤك الأوفياء الذين لم يتخلوا عنك حين كنت في أضعف حالاتك، كانوا هناك، رغم أن الدنيا كانت قد تخلى عنك، ورغم أن الطريق كان مظلمًا. هم لم يأتوا لأنهم مضطرون، بل لأنهم رأوا فيك من يستحق الوقوف بجانبه. فهل ستتذكرهم فقط حين تحتاجهم؟ هل ستكون هذه هي اللحظات الوحيدة التي تذكر فيها دورهم؟

هناك قلوب أعطتك بلا حساب، أحبّتك بلا شروط، وحافظت على نفسك في أصعب الأوقات. لا تجعلهم يشعرون أن كل ما فعلوه كان عبثًا. لا تتخلَّ عنهم كما لم يتخلوا عنك. فالحياة، وإن كانت تمنحنا فرصًا، فإن بعض الأبواب، عندما تغلق، لا يمكن فتحها مجددًا.

الدكتور جيلبير المجبر قال: “الوفاء لا يُقاس باللحظات العادية، بل في أصعب اللحظات التي يظهر فيها من حولك بقوة. لا تفرط فيمن كانوا لك عونًا، لأن الحياة تعلمنا أن بعض القلوب لا تعود بسهولة عندما تُهمل.”

وستكتشف حينها أن الندم يأتي متأخرًا، وأنك قد فقدت من كانوا درعك الحقيقي. وبعض الفرص قد تكون مغلقة للأبد، حتى لو بكيّت بعدها. فالذين لا يتخلون عنك في أوقات ضعفك هم من يستحقون كل اهتمامك ومحبتك، لا في اللحظات السهلة، بل في أصعبها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى