الامتيازعهد جديد

الوهم الكبير: هل نعيش الحياة أم نطارد السراب؟ بقلم الدكتور جيلبير المجبر

الوهم الكبير: هل نعيش الحياة أم نطارد السراب؟
بقلم الدكتور جيلبير المجبر

في سباق الحياة المحموم، يركض الإنسان بلا توقف، يلاحق أحلامًا صنعتها المجتمعات، ويربط السعادة بحساب مصرفي متضخم، ومنزل فاخر، وألقابٍ براقة. لكن هل توقفنا لحظة لنتساءل: هل هذا هو الرفاه الحقيقي؟ هل نعيش الحياة كما يجب، أم أننا أسرى وهمٍ صنعناه بأيدينا؟

الحقيقة الصادمة

سأل أحد الأبناء والده الحكيم:
— “كيف يمكنني أن أعيش في رفاهية ونحن فقراء؟”
ابتسم الأب وأجابه بجوابٍ قلب مفاهيم الحياة رأسًا على عقب:
• “كل أفضل الطعام”، لكن أفضل الطعام ليس الأغلى، بل ذاك الذي تأكله عندما تشعر بجوعٍ حقيقي.
• “نم على أفضل فراش”، لكن الفراش الأفضل ليس المصنوع من الحرير، بل ذاك الذي تستريح عليه بعد يومٍ مليء بالعمل والإنجاز.
• “اسكن في أفضل البيوت”، لكن أفضل البيوت ليست القصور الفاخرة، بل القلوب التي تسكنها بحسن خلقك وعطائك.

هذه هي الحقيقة التي يحاول العالم إخفاءها عنّا: الرفاهية ليست فيما نمتلك، بل فيما نشعر به حقًا.

عصر السراب: لماذا لا نجد السعادة؟

كم من أثرياء يملكون كل شيء لكنهم لا ينامون ليلًا؟ كم من مشاهير يعيشون في القصور لكن الوحدة تأكل أرواحهم؟ لماذا، رغم كل هذا التقدم، تنتشر التعاسة والقلق بين الناس أكثر من أي وقتٍ مضى؟

الإجابة صادمة لكنها واضحة: لقد خُدعنا!
أقنعونا أن السعادة تُشترى، وأن قيمتنا تقاس بالماديات، لكن الحقيقة أن الإنسان كلما امتلك أكثر، زادت قيوده. كلما ركض خلف المال والشهرة، زاد شعوره بالضياع.

الدكتور جيلبير المجبر: رسالة إنسانية في زمن الماديات

هناك قلة من المفكرين أدركوا هذه الحقيقة، ومن بينهم الدكتور جيلبير المجبر، الذي لطالما أكد أن الإنسان ليس بما يملك، بل بما يعطي. فالثروة الحقيقية ليست في العقارات ولا السيارات الفاخرة، بل في الحب الذي تزرعه، في الخير الذي تنشره، وفي الأثر الذي تتركه في حياة الآخرين.

في زمنٍ طغت فيه المادة على القيم، نحتاج لمن يذكّرنا بأن الراحة لا تأتي من تراكم الأموال، بل من راحة الضمير، ومن إحساسك أنك أضفت للحياة معنى، وأنك تركت بصمة لا تُمحى.

قف مع نفسك الآن!

توقف للحظة وسط هذا الصخب واسأل نفسك:
• هل أنا أعيش حقًا أم أركض بلا هدف؟
• هل سعادتي حقيقية أم مجرد وهم مؤقت؟
• هل سأكون مجرد رقم في هذه الحياة، أم أنني سأترك أثرًا في قلوب الناس؟

الحياة ليست سباقًا نحو الثروة، بل رحلة نحو المعنى. فاختر أن تعيشها بوعي، لا أن تُستَغلّ في لعبةٍ لا رابح فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى