
من المفترض حالة وعي لدى الشعب اللبناني لكي تستقيم الأمـــور
دخل العهد الجديد برئاسة العماد جوزاف عون وتكليف القاضي نوّاف سلام في هذه المرحلة قلوب كل اللبنانيين التوّاقين إلى قيام عهد يحمل معه بوادر الإنفراجات والحلحلة إزاء كل الأمور العالقة ، وقد أسهم في عملية التفاؤل البعثات العربية – الأجنبية التي تصل تباعًا إلى لبنان هادفةً إلى تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء اللبنانيين . المطلوب اليوم من العهد ترتيب الأمور السياسية والأمنية وحاجات إخوتنا اللبنانيين وتنظيم العلاقات على جميع المستويات . ولكن هناك ويا للأسف من يعتقد أنّ المفاهيم والعقائد والأفكار التي كانت سائدة سوف تبقى مستمرة لما لا نهاية وهي عملية إبتزاز تقوم بها هذه القوى يقينا منها أنها ستبقى تبتز قدر المستطاع وكما يحلوا لها .
في الحقيقة أيها القارىء الكريم لا يمكن موضوعيا إيجاد أي علاقة فاعلة بين الواقع الحالي وحالات اللاإستقرار التي كانت قائمة أثناء عملية الفراغ وما يُطالب بعض اللبنانيين عبر مواقف غير شرعية ، ولستُ بحاجة لتذكيرك ما حصل من توافقات عشية الإنتخابات الرئاسية ومفادها طعن المرشح الرئاسي والتصويت لغيره ،وعندما أتتْ العصا الغليظة صباحا إنقلبتْ الأمور رأسا على عقب … وفي الحالتين كيف تريدون أن نصدّق أشخاص مأجوري الفكر بلا ضمير وبلا مصداقية متقلّبون ولا موقف وطني لديهم بل هم مأجورين في السياسة عملاء لا قيمة وطنية لهم .
إنّ ما يحصل من عرقلة في عملية تشكيل الحكومة يبقى العلامة الزمنية المأززة يقف فيها المواطن اللبناني عند نفسه مراجعا مقوما مختزلا متبصرا لعل محاولاته لوضع فواصل في مسار تطور أحداث التشكيل تساعده على تلمّس حقيقة الأمور ونزع بذور الشك من عقله وزرع جذور اليقين والسكينة في مرحلة التشكيل ، وهذا الأمر يتطلّب الشجاعة الكافية من كل مواطن مسؤول ليقول بالفم الملآن لهذه العصابة الحاكمة : أوقفوا عاركم وإستتروا ، وهنا أستشهد بما قاله الضيف العزيز معالي وزير الخارجية السعودية ( المملكة الأخت ) لسعادة الرئيس المُكلف “أمضي في تشكيلتك الحكومية ولا تهاب أحدا ” .
قضية التعطيل المنتهجة من قبل بعض ساسة الأمر الواقع تعتبر قضية خطيرة على مسيرة السلم وعلى مسيرة العهد وخطيرة على صعيد طموحات الشعب اللبناني المنهك سياسيا – أمنيا – إقتصاديا – ماليا – إجتماعيا – عمرانيا …، أما زمننا نحن الشرفاء المناضلون بكل محبة وإخلاص للوطن هو زمن حاضن متجانس مستمر لا علاقة له بأفعال هذه الطبقة السياسية النجسة . لن نكون حياديين في زمن الإنقضاض على الخير ، مواقفنا وإحتضاننا للعهد بما يمثل مسألة ضرورية في بنية الوعي التغييري لأنها تقلل من تأثير الجوانب السلبية من نزعة التطرف والإستخفاف والعمالة التي تنتهجها هذه الطبقة السياسية العفنة التي جوّعت الناس وقطّعتْ أوصالهم وسرقتْ خزينتهم ، وقضتْ على مدخراتهم . كما لا حاجة لي أيها القارىء الكريم تذكيرك بما قاله الحاكم بالإنابة منصوري عن الودائع لأقول عبركم “أيها المناوب على حكمية مصرف لبنان ، هذه حقوقنا وتعبنا لا يحق لك التصرف بها وفقا لمصالح من إنتدبوك ،بعرق الجبين جمعنا مدخراتنا ، أما أنت ومن تمثل سرقتم أموالنا وجنى عمرنا واليوم تحاولون السطو على ما تبقى … ما فشرتم لأننا والحق أكثرية وأموالنا جنيناها بعرق الجبين وبكف أبيض أما أنتم أيها اللصوص فالسجن أمامكم “.
مفصلية محطة مساعدة العهد بكل مفاصله هي خيار وطني يتمثل في تقويم إتفق عليه بما يتماشى مع النظام الديمقراطي المعمول به بموجب الدستور اللبناني ، وما دامت كرامتنا ووصية أهلنا يمليان علينا التحرك بنبل وإخلاص فمن المفيد إستغلال رضى الأهل والمرؤة الوطنية للبحث عن آلية لمساعدة الرئيس المكلف لأنه من المفترض أن يكون لدى شعبنا حالة وعي لتستقيم الأمور الوطنية وتتشكل الحكومة من إختصاصيين ومخلصين لا من لصوص على شاكلة هؤلاء الساسة الذين حكموا خلافا للأصول الديمقراطية وجيّروا السيادة وباعوا الوطن ودمروا المؤسسات … شعبي اللبناني كن على ثقة أننا بمثابرتنا سنمزق ظلمات الليل وسنرشدكم إلى الإتجاه الوطني الديمقراطي الصحيح والسليم .
أخوكم : الدكتور جيلبير المجبِّرْ