الدكتور جيلبير المجبر: “التغيير يبدأ بإسقاط بدعة التوقيع الثالث وتشكيل حكومة بلا محاصصة”
حاوره عبر Zoom: سعيد حمادة – مجلة العهد الجديد
سؤال: لبنان يعيش اليوم واحدة من أكثر مراحله تعقيدًا. كيف تقيّمون مهمة الرئيس المكلف نواف سلام في هذه الظروف؟
الدكتور جيلبير المجبر: الرئيس نواف سلام أمام تحدٍّ تاريخي. لبنان لا يحتاج فقط إلى حكومة جديدة، بل إلى تغيير شامل في النهج الذي يُدار به البلد. المهم اليوم هو أن يُظهر الرئيس المكلف صلابة في مواجهة الضغوط السياسية وأن ينجح في تشكيل حكومة قائمة على الكفاءة والتجانس، وليس على المحاصصة الطائفية التي أرهقت البلاد لعقود. المطلوب هو أن تُشكل هذه الحكومة نقطة انطلاق لإعادة بناء ثقة اللبنانيين بدولتهم.
سؤال: هناك جدل كبير حول وزارة المال و”التوقيع الثالث”. ما موقفكم من هذه المسألة؟
الدكتور جيلبير المجبر: هذه واحدة من أكثر المسائل التي تحتاج إلى معالجة جذرية. لا يجوز أن يمتلك وزير صلاحية تعادل صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. بدعة “التوقيع الثالث” تمثل انحرافًا خطيرًا عن الدستور ويجب إسقاطها. سواء كانت وزارة المال من حصة الشيعة أو السنة أو الموارنة، فلا يمكن أن تُستخدم كأداة تعطيل أو نفوذ سياسي. الإصلاح يبدأ بتطبيق الدستور بشكل عادل وواضح.
سؤال: هل ترى أن الرئيس المكلف يملك ما يكفي من الدعم للقيام بهذه المهمة الصعبة؟
الدكتور جيلبير المجبر: إذا حافظ الرئيس المكلف على موقفه الرافض للخضوع للضغوط السياسية، فسيكسب تأييد الشارع اللبناني والمجتمع الدولي. اللبنانيون يريدون حكومة مختلفة تعبر عن تطلعاتهم وليس مصالح القوى السياسية التقليدية. الدعم موجود، لكن عليه أن يستثمره بحكمة ويقدم تشكيلة تعكس الكفاءة والنزاهة، لأن هذا ما ينتظره الناس.
سؤال: كيف يمكن للبنان الاستفادة من الدعم الدولي في هذه المرحلة؟
الدكتور جيلبير المجبر: الدعم الدولي مهم، لكنه لن يكون مجديًا إذا لم يبدأ الإصلاح من الداخل. على الرئيس المكلف أن يضع خطة واضحة لإعادة بناء الدولة ومكافحة الفساد. العالم مستعد لدعم لبنان، لكن بشرط أن نُظهر أننا جادون في الإصلاح. الكرة الآن في ملعبنا.
سؤال: هل يمكن لتشكيل حكومة جديدة أن يفتح الباب أمام تغييرات أوسع؟
الدكتور جيلبير المجبر: بالتأكيد. تشكيل حكومة إصلاحية سيشكل بداية الطريق نحو إعادة بناء لبنان. المطلوب ليس فقط تغيير الأشخاص، بل تغيير العقلية التي يُدار بها البلد. يجب أن تكون الأولوية لإعادة الثقة بالدولة ومؤسساتها، وهذه مسؤولية تبدأ من الحكومة.
سؤال: كيف ترون دور الشباب اللبناني في هذه المرحلة؟
الدكتور جيلبير المجبر: الشباب هم الأمل. لديهم الوعي والطاقة لدفع عجلة التغيير، لكن يجب أن يتحدوا ويتجاوزوا الانقسامات الطائفية. إذا كان هناك من سيُحدث تغييرًا حقيقيًا في لبنان، فهو الشباب. دورهم محوري في فرض أجندة إصلاحية وإحداث تغيير جذري في المنظومة.
الخاتمة:
أشكر مجلة “العهد الجديد” على هذه المقابلة القيّمة، وأتمنى لكم دوام النجاح في إيصال الكلمة الحرة ونقل الحقيقة كما هي. لبنان بحاجة إلى أصوات إعلامية جريئة تُساهم في بناء وعي شعبي يدفع نحو التغيير الحقيقي.