أصدقائي الأعزاء،
لقد اطلعت اليوم على العديد من التعليقات والآراء عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصحف التي تشير إلى اقتراح اسمي لتولي منصب وزاري. في البداية، أود أن أشكركم على هذه المبادرة الطيبة، وعلى ثقتكم الكبيرة التي تقدرونها في شخصي. ومع ذلك، اسمحوا لي أن أوضح موقفي بكل شفافية.
أنا لا أسعى وراء المناصب، ولم يكن يومًا في تفكيري أن الوصول إلى مركز وزاري هو الهدف النهائي. قوتي ليست في المناصب، بل في موقفي الثابت لخدمة الشعب، ونظرتي الثاقبة لمصلحة الوطن. في لبنان، القوة الحقيقية تأتي من القدرة على التأثير الإيجابي، على خدمة الوطن والشعب في صمت وتواضع، بعيدًا عن أي طموحات شخصية. إيماني العميق بلبنان وبشعبه هو ما يدفعني للاستمرار في العمل الجاد لإصلاح هذا البلد المكلوم، ليس من خلال المناصب، بل من خلال الفعل المؤثر على أرض الواقع.
إنني أؤمن أن الشخص الذي يخدم وطنه ويُحسن العمل في موقعه، مهما كان هذا الموقع، هو من يمتلك القوة الحقيقية. إن ما يهمني هو أن أستمر في العمل مع جميع الأفراد الذين يتشاركون نفس الرغبة في بناء لبنان أفضل. لا أحتاج إلى منصب وزاري لأثبت شيئًا، لأنني أعلم أن قوتي تكمن في المساهمة الفعالة في تحسين حياة اللبنانيين، وفي تمثيلهم بأعلى مستويات من النزاهة والمسؤولية.
إذا وصل غيري إلى منصب وزاري لتحقيق خدمة الوطن، فذلك يُعدّ نجاحًا لي كما لو أنني وصلت. نحن في معركة مشتركة، وكل يد تساهم في الإصلاح والتغيير هي يد قوية، بغض النظر عن الموقع الذي تشغله. وددت أن أقول إنني سأظل دائمًا في موقع الخدمة، سواء في منصب رسمي أو غيره. الموقع الذي أريده وأطمح له هو موقع القدرة على التأثير الحقيقي في تحسين الواقع اللبناني، ولا أحتاج إلى ألقاب أو مراكز رسمية لتحقيق ذلك.
إنني في هذا الموقع، حيث أكون الأقرب إلى الناس، حيث أستطيع أن أقدم خدمات ملموسة وأساهم في تحسين الواقع، أشعر بأنني في أقوى مواقعي. من هذا الموقع البسيط والمباشر، سأستمر في العمل من أجل لبنان، بعزم وإصرار، بعيدًا عن أي مناصب قد تشتت الجهود.
شعاري الذي أؤمن به “نزرت نفسي للشعب” هو أساس موقفي. أنا هنا من أجل خدمة هذا الشعب، وليس من أجل السعي وراء المناصب. الخدمة هي ما يجعلنا أقوياء، وليس الألقاب أو المناصب. لذلك، سأظل على موقفي هذا، ولن أطلب منصبًا إلا إذا كان هذا المنصب يخدم مصلحة لبنان والشعب اللبناني.
أنا مؤمن أن الإصلاح يأتي من العمل الجماعي، من توحيد الجهود في مسعى واحد لإصلاح النظام وتعزيز العدالة الاجتماعية. معًا يمكننا أن نصنع التغيير، وكل واحد منا في موقعه يمكنه أن يكون قوة دافعة لهذا التغيير.
أعتذر عن المناصب، ولن أتوقف عن خدمة لبنان بكل تواضع وفخر. لأنّ لبنان أكبر من أي منصب، ولأن القوة الحقيقية هي في العمل المُخلص.
مع خالص التقدير والاحترام،
الدكتور جيلبير المجبر
في 20/01/2025