السياسةالقانونمقالات

نواف سلام: أمل لبنان في زمن الأزمات والانهيار

نواف سلام: أمل لبنان في زمن الأزمات والانهيار

في مرحلة مفصلية من تاريخ لبنان، ومع تزايد الأزمات التي تكاد تعصف بكل مقومات الدولة، يتطلع اللبنانيون إلى شخصيات قادرة على إخراج البلاد من مستنقع الانهيار. نواف سلام، بما يحمله من كفاءة ونزاهة وتجربة، يبرز كأحد الأسماء التي تعكس أمل اللبنانيين بمستقبل أفضل. مجلة “الاعتبار” ترى في سلام نموذجاً استثنائياً للقيادة الوطنية التي يحتاجها لبنان لإعادة بناء الدولة على أسس القانون والعدالة.

نواف سلام ليس غريباً عن المشهد الوطني والدولي، فقد أثبت جدارته خلال مسيرته المهنية كقاضٍ في محكمة العدل الدولية، وقبلها سفيراً للبنان لدى الأمم المتحدة. في زمنٍ تراجعت فيه الثقة بمؤسسات الدولة وقادتها، يمثل سلام عنواناً للنزاهة والشفافية، وقامة لبنانية مشهوداً لها بالنقاء المهني والوطني. لم يُعرف عنه يوماً الانخراط في لعبة المصالح أو التواطؤ مع نظام المحاصصة الذي أوصل البلاد إلى حافة الهاوية.

ما يجعل نواف سلام شخصية متميزة في هذا الظرف الدقيق هو امتلاكه رؤية شاملة لإصلاح النظام اللبناني المتهالك. فهو يدرك تماماً أن الأزمة ليست اقتصادية فقط، بل هي أزمة نظام كامل يحتاج إلى إعادة بناء. من مكافحة الفساد وإرساء العدالة إلى النهوض بالاقتصاد وتعزيز استقلالية القضاء، سلام يملك الأدوات والخبرة ليكون حجر الزاوية في عملية إصلاح جذرية وحقيقية.

لكن التحدي الأكبر أمام هذا الطموح هو النظام السياسي الراهن، الذي يعتمد على تقاسم السلطة والمصالح الضيقة على حساب المصلحة الوطنية. ورغم أن هذه المنظومة لن تتخلى بسهولة عن مكتسباتها، إلا أن شخصيات كسلام، بجرأتها واستقلاليتها، يمكن أن تشكل عامل ضغط حقيقياً لتحقيق التغيير المطلوب.

مجلة “الاعتبار” ترى أن لبنان اليوم يحتاج إلى شخصيات تمتلك شجاعة القرار ونظافة الكف، وشخصية نواف سلام تجسد هذه المواصفات. في وقت تعمقت فيه أزمات البلاد، بات من الضروري منح الفرصة لقادة قادرين على كسر القيود الطائفية والزبائنية وبناء دولة حديثة تليق بالشعب اللبناني وتطلعاته.

إن وجود نواف سلام لا يمثل فقط حلاً لأزمة القيادة في لبنان، بل يعكس أيضاً الأمل بأن التغيير ممكن إذا اجتمعت الإرادة الشعبية مع رؤية إصلاحية جدية. الشعب اللبناني يستحق قيادات تضع مصلحته فوق كل اعتبار، وبهذه الصفات يكون سلام نموذجاً للقيادة التي طال انتظارها. لبنان لا يزال يمتلك فرصة للنهوض إذا تولى دفته أشخاص يمتلكون الإيمان بالوطن والرغبة الحقيقية في العمل من أجله، ونواف سلام خير مثال على ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى