السياسةالقانونمقالات

حذار تكرار الاخطاء القاتلة

أيها اللبنانيّون حــذار تكـــرار الأخطاء القاتلة :
يا شعب لبنان إنّ عقولكم هي أول معقل للتحليل الفكري – السياسي – الإستراتيجي ، وعليكم أن تكونوا مستعدين لتلقي أي حدث وتحليله وفقًا للقانون والمنطق وألاّ تنساقوا للغرائز ، كونوا والحقيقة توأمان … فكروا مليا بكل حدث سيحصل على الساحة اللبنانية ولا تتهاونوا مع أي خطأ سيُحاول ساسة الأمر الواقع من توريطكم فيه … فكرّوا في الدستور في القانون في المعاهدات الدولية فكروا في النظام الديمقراطي وقاربوا الأمور المطروحة من زاوية مصالحكم ومصلحة وطنكم ومصلحة مؤسساته الشرعية .
يا شعب لبنان أمامكم فرصة قد لا تتكرّر ، أنتم أمام وبمعية هامة وطنية سطّرت الشرف والتضحية والوفاء ، تصرفوا وفق عقيدة المدرسة الآتي منها هذا المرجع العظيم ألا وهي مدرسة الجيش اللبناني التي فطرنا وجبلنا عليها خالقنا الوطني والشعبي … فكروا وتصرفوا وفق ما تؤمنون من قيم ومعتقدات ودستور ولا تدعوا ساسة الأمر الواقع يتغلّبون على عقولكم بأخبارهم النجسة وأفعالهم المقيتة . ليكن حضوركم السياسي الإجتماعي فاعلا في حياتكم الوطنية وإنزعوا عن مجلسكم النيابي الحالي السيطرة على العقل والتشريع والتلاعب بالفكر الوطني السليم … هذا المجلس وبعض مكوناته يمثل تهديدا خطيرا لمصادرة عقولكم والديمقراطية والحق الإنساني .
يا شعب لبنان تنبّهوا من مكائدهم وإستراتيجياتهم ، ومنظومتهم الحالية هي عنصر أساسي في التحكم بالمجتمع اللبناني وهي تتمثل في تحويل إنتباه الرأي العام (أنتم) عن المشاكل الهامة والتغييرات التي تقررونها كنخب سياسية ( نحن حزء من هذه النخب) ويتم ذلك على ما نراه بأم العين عبر وابل متواصل من الإلهاءات والمعلومات التافهة. إستراتيجية الإلهاء بالنسبة إليهم جد مهمة وهي ضرورية لمنعنا من الإهتمام بالمصادر الضرورية في ميادين القوانين الدستورية والعلم السياسي وعلم الإقتصاد وعلم المال. أهداف ساسة الأمر الواقع فرض قيود فكرية وتضليل وطرح مواضيع تضليلية من أجل جعلنا شعبا منشغلا دون أن يكون له وقت للتفكير وحتى يعود خال اليدين بعد كل معركة يشعلون فتائلها .
يا شعب لبنان لقد شهدنا هذا الأسبوع مسرحية أبطالها مجلس نيابي حاضر في العفة والحكمة وضرورة إيصال قائد الجيش لسدّة الرئاسة ، وليكن معلوما لديكم يا سادة يا كبار القوم أنه لولا التدخلات الخارجية لكنا بقينا من فراغ إلى فراغ … تذكروا أنّ أغلبية نواب الأمة في بادىء الأمر إستعملوا خطابات موجهة للرأي العام حملتْ حججا ونبرات عالية ذات طابع شيطاني وكثيرا ما كانت تصنف ب”التخلف الذهني “،وكأن المشهد رأي عام غير بالغ سن الرشد إلى أنّ كانت العصا التي إستعملتْ كأخر الدواء ، فعقدت الجلسة “وصاروا كلن يحبوا قائد الجيش وبدّن ياه بسدّة المسؤولية …” المهم وصل هذا الرمز الوطني وإنني على يقين بأنه سيبدأ بحلحلة الأزمة الراهنة بكل تفاصيلها المعقدة .
يا شعب لبنان حذار من خططهم التي تجعلكم تكفرون بالوطن وبالعهد الجديد سيُحاولون كثيرا لكن لا تدعوهم أقفلوا الطريق عليهم، نسمع وتسمعون نرى وترون نلاحظ وتلاحظون مطولات في نصرة الوطن والعهد وقد لا يختلف إثنان حول مدى جدية هذه الشعارات وأغتنم الفرصة لأطرح سؤالاً بالإنابة عنكم أنتم أيها المقيميون وبالإنابة عن المغتربين : لماذا هذا التوقيت بالذات؟ لماذا لم نسمع ونلاحظ إهتماماتكم سابقا ؟لماذا لم تنتخبوا العماد جوزاف عون منذ السنتين والنيِّف؟ أظننتم أنكم ستمررون هذا الإستحقاق كما يحلوا لكم ؟ مخطئون .
يا شعب لبنان تيّقظوا من ذباب إعلام هؤلاء الساسة وحاذروه ، نحن في أمّسْ الحاجة الى “هيئة سياسية فكرية” التي تحمل مهمة مساعدة إنطلاقة العهد من شخصيات وازنة وكلمتها مسموعة ، وحذار تكرار الأخطأ القاتلة على ما كان يجري في الماضي الفرص لا تتكرر .
الدكتور جيلبير المجبر
فرنسا في 11 كانون الثاني 2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى