المجلة

لبنان يحتاج إلى رئيس بمشروع وطني، لا إلى أسماء تُفرض علينا

لبنان يحتاج إلى رئيس بمشروع وطني، لا إلى أسماء تُفرض علينا

في لبنان، بات الحديث عن الاستحقاق الرئاسي يتكرر وكأن الرئاسة مجرد منصب شرفي يُمنح لهذا الفريق أو ذاك، دون أي اعتبار لحجم الأزمات التي تعصف بالوطن. وكأن المطلوب هو رئيس لتجميل الصورة، بينما الحقيقة المؤلمة هي أن لبنان اليوم بحاجة إلى ما هو أكبر من رئيس. نحن بحاجة إلى مشروع وطني شامل يعيد بناء الدولة، ويمنح اللبنانيين أملاً بأن وطنهم لم يتحول إلى ورقة بيد الخارج أو مسرح للصفقات السياسية.

القضية أكبر من مجرد أسماء

عندما نسمع الحديث عن مرشحين للرئاسة، يبدو المشهد وكأن كل ما يهم القوى السياسية هو الاسم، وليس ما يحمله هذا الاسم من رؤية أو برنامج. هل يمكن أن يُبنى الوطن على أساس شخصيات تُفرض علينا، أو مرشحين بلا رؤية واضحة؟ بالتأكيد لا. ما يحتاجه لبنان اليوم ليس رئيساً من دون مشروع، بل قائداً حقيقياً يمتلك برنامجاً للإصلاح والنهوض.

مجلة “الاعتبار” تؤكد أن لبنان يحتاج إلى رؤية سياسية جديدة، بعيداً عن المحاصصة الطائفية والتسويات التي أثبتت فشلها. لبنان اليوم في أمس الحاجة إلى شخصية تُعيد بناء الثقة بمؤسسات الدولة، شخصية تخرج البلاد من دائرة الجمود إلى أفق الحلول الجذرية.

رئيس بمشروع، لا رئيس تسوية

كم مرة جربنا رؤساء على قاعدة التوافق أو التسوية؟ وكم مرة انتهينا بخيبات جديدة؟ الرئيس الذي يحتاجه لبنان يجب أن يكون واضح الرؤية، شجاعاً في اتخاذ القرارات، وقادراً على وضع حد للفساد المستشري والمحاصصات الطائفية التي شلت مؤسسات الدولة. يجب أن يكون رئيساً يعيد للبنان مكانته كدولة ذات سيادة حقيقية، رئيساً لا يخضع للإملاءات الخارجية، بل يعمل من أجل مصالح شعبه فقط.

مجلة “الاعتبار” تعتبر أن رئيس التسوية ليس خياراً. التجارب السابقة أثبتت أن تسوية المصالح الشخصية والسياسية تؤدي إلى تفاقم الأزمة. المطلوب رئيس صاحب رؤية واضحة، يحمل مشروعاً إنقاذياً متكاملاً، ويدرك حجم التحديات التي تواجه لبنان في الداخل والخارج.

الرؤية الوطنية التي نحتاجها

الرؤية التي يجب أن يحملها رئيس الجمهورية تبدأ من الداخل، بإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس الكفاءة والشفافية. لبنان اليوم بحاجة إلى خطة اقتصادية واضحة تضع حداً للانهيار المالي وتعيد الثقة بالقطاع المصرفي. نحن بحاجة إلى سياسات اجتماعية تحمي الفئات الأكثر ضعفاً، وخطة إصلاحية تعيد الأمل للشباب اللبناني كي لا يكون خيارهم الوحيد الهجرة.

لكن الإصلاح الداخلي لا يكفي وحده. لبنان بحاجة إلى استعادة دوره على الساحة الدولية. رئيس الجمهورية يجب أن يعمل على بناء علاقات متوازنة مع الدول العربية والمجتمع الدولي، دون الانحياز لأي محور أو الخضوع لأي ضغوط. السيادة اللبنانية يجب أن تكون أولوية مطلقة.

مجلة “الاعتبار” ترى أن هذا الإصلاح لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود قيادة قوية وواضحة تتبنى الأولويات الوطنية. من دون مشروع وطني، لن يتمكن أي رئيس من مواجهة التحديات المصيرية التي تهدد بقاء لبنان كوطن ودولة.

لا للوراثة السياسية والمحاصصة

الوراثة السياسية هي أحد الأسباب التي أوقعت لبنان في هذه الدوامة. كيف يمكن أن ننهض ببلد تُدار شؤونه بمنطق العائلات السياسية والمحاصصة الطائفية؟ المطلوب اليوم كسر هذا النمط، والانتقال إلى دولة المواطنة التي تعتمد الكفاءة والنزاهة كمعيار وحيد للقيادة.

مجلة “الاعتبار” تسأل: إلى متى ستبقى الكفاءة أسيرة العائلات والمحسوبيات؟ لبنان يستحق قيادة جديدة تنبع من الشعب وتعكس إرادته. الوطن ليس إرثاً شخصياً أو امتيازاً خاصاً، بل هو حق لجميع أبنائه.

نداء إلى الشعب اللبناني

لبنان لن يُبنى بقرارات تُفرض علينا من الخارج، ولا بحلول مؤقتة أو رؤساء يُختارون فقط لإرضاء هذا الفريق أو ذاك. بناء لبنان الجديد يبدأ بانتخاب رئيس يحمل مشروعاً وطنياً حقيقياً، رئيس يعيد ثقة اللبنانيين بوطنهم، ويضع حداً للفساد والفراغ الإداري.

أيها اللبنانيون، لا تسمحوا لأحد أن يختصر مستقبلكم باسم أو تسوية. ارفعوا صوتكم للمطالبة برئيس يعكس تطلعاتكم وأحلامكم، لا تطلعات الخارج أو أحلام السياسيين. الوطن أكبر من الجميع، وهو بحاجة إلى مشروع إنقاذ وطني يعيد الاعتبار للبنان كدولة قوية، عادلة، وسيدة.

مجلة “الاعتبار” تضع هذا النداء بين أيدي اللبنانيين جميعاً: نحن أمام منعطف تاريخي. الخيار ليس بين أسماء أو عائلات سياسية، بل بين بناء وطن حقيقي أو الاستمرار في الغرق. المطلوب رئيس يضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار. القضية ليست مجرد انتخابات، بل استعادة لبنان الذي نحلم به جميعاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى