
جانب السادة اللجنة الخماسية المحترمين
حضرة السفراء المحترمين تحية عطرة ، قبل أشهر كلفتكم حكوماتكم في النظر بموضوع إيجاد مخرج للفراغ الرئاسي في جمهوريتنا المنهارة ، وكم كان هذا القرار مهما بالنسبة إلينا نحن اللبنانيين المقيمين والمغتربين حين عملتم عبر جلسات متعددة على إيجاد الصيغ الدستورية من أجل إنقاذ دستور الجمهورية اللبنانية . نعم لم يكن وارد في ذهننا نحن اللبنانيين الشرفاء أننا سنصل إلى هذه الحالة لمعرفتنا السياسية – الدستورية أن إنتخاب رئيس للجمهورية تفرضه مندرجات الدستور اللبناني ، ولكن من المؤسف أن واقع الحال فرض المداخلات والواسطات والعلاقات الإقليمية – الدولية ، ونحن لم نكن في وسطها لأنكم تجاهلتم إرادة الشعب اللبناني وتعمدتم حالة التشاور مع نواب فاقدي الحس الوطني وفاقدي العقل الوطني وفاقدي جرأة إتخاذ المواقف لأنهم إرتهنوا لغريب عَمِلَ لمصلحتهم على حساب مصلحة لبنان ومؤسساته وشعبه .
حضرة السفراء الكرام ، لم يكن تردد نواب الأمة فاقدي الشرعية التمثيلية نابعا من عدم رغبتهم في تطبيق ما يندرج في الدستور من الفراغ فهم نشأوا على المساومة والتكبُّرْ والعمالة في إطار مجلس نواب وصل إلى الندوة النيابية خلافًا للأصول الديمقراطية والسؤال اليوم نطرحه على مسامعكم أيها السادة : ما مدى إمكانية وصولكم إلى إنتخاب رئيس للجمهورية في ظل مجلس منقسم على نفسه وموسوم بالقبائل المتصارعة ؟ لست في إطار تهبيط المعنويات إنما أحاول توصيف أمر واقع غير بعيد عن مسامعكم وملامسة واقعكم الدبلوماسي .
حضرة السفراء الأعزّاء ، إنني أحذركم وبصيغة أخوية وبغيّرية وطنية عربية – دولية ، من عدم جدوى التشاور والعمل مع هؤلاء السادة ، فلا هم يملكون المشروع الوطني الحر الحقيقي مشروع إنتخاب رئيس جديد للجمهورية أي مشروع إصلاحي ولا الحكومة الحالية بكل مندرجاتها تُعنى فعليا بالوضع العام في البلاد ، أنتم ونحن نعلم علمَ اليقين أن هذه الحكومة هي حكومة تصريف أعمال بالمعنى الضيِّق ومكوناتها هي جزء من الحالة السياسية الراهنة التي لا يوجد لديها خطة شاملة لتحقيق الإستحقاق الرئاسي .
حضرة السفراء الأحبة ، مسعاكم سيكون عرضة للإنتهاك والتدمير في كل وقت وستهدرون وقتكم في أسوأ الأحوال لأنكم تتعاطون مع مجموعات سياسية غير مهتمة لشؤون الوطن ولا تعرف أن تتعاطى مع المتغيرات التي تحصل تباعا في المحيط … بصريح العبارة مسعاكم لن يكون مجديًا في حالة إرتكازكم على من هم في سلطة الأمر الواقع لأنهم سيحتالون عليكم كما إحتالوا على الراي العام في الإنتخابات النيابية الأخيرة حيث سعوا إلى إستبدال بعض وجوه رموزهم الصفراء بأخرى من مقابر الحقد والحسد والعمالة.
حضرة السفراء الإخوة ، كان من الطبيعي أن تميلوا معنا وتشاركونا الرأي لإيماننا الكبير بضرورة الإصلاح السياسي وتغيير هذا النهج القائم وآلية أو إمكانية تحقيقه ، ولأننا نحن آتون من طريق الحرية السيادية وأصحاب مواقف وطنية صرفة ولأننا مؤتمنين على حركة وطنية متحررة ، ونحن اليوم من المؤمنين أشدْ الإيمان بوطن سيد حر مستقل ، مؤمنين بدور إصلاحي وطني يفضي إلى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية يحمل الهم الإصلاحي ويعيد مع حكومته للحياة السياسية النكهة الديمقراطية التي إفتقدناها مع هؤلاء الساسة .
حضرة السفراء الأحباب ، لا تعوّلوا على مسؤولين إنتهجوا نهج العمالة وإستباحوا الديمقراطية وإنتهكوا السيادة الوطنية ، هكذا مسؤولين لا نريدهم ولا يشرفنا أن يكونوا ممثلين عنا ، لأن الأوضاع لا تستقيم في ظل عدم وجود رئيس وحكومة على طراز هذه السلطة ، لذا عليكم إعادة النظر في أوضاعنا والإهتمام بوطننا من زاوية مصلحة لبنان ومؤسساته الشرعية المدنية والعسكرية وعروبته وعلاقاته الدولية لا من منظور ساسة إفتقدوا لأي حس وطني ، والسلام …
الدكتور جيلبير المجبِّرْ